في هذه الآيات: يخبر تعالى أنه خلق الناس من أبيهم آدم وزوجته حواء المخلوقة من ضلع منه ليطمئن إليها، فلما تدثر الرجل أهله ووطئها وحملت منه عاهد ربه لئن رزقتنا بشرًا سويًا لنكونن ممن يشكرك ولا يكفرك. حتى إذا صدقهم الله الأمنية بغلام سوي نسيا نعمته وأغفلا شكره وانغمسا في الكبر والشرك وتعظيم النفس والشيطان والشهوات والأوثان.
كيف يشركون مَنْ لا يخلقُ ولا يملك الضر والنفع والنصر، ولا يستجيبون لهدى لجمودهم وعجزهم عن النطق والكلام. إن ما يدعون من دون الله عبيد مثل عابديها، ومخلوقات مثلهم، بل إن عابديها أكمل خلقًا منها إذ تسمع وتبصر وتتحرك وتبطش وتلك جامدة لا حراك لها.
إن الله تعالى هو المعبود وحده لا شريك له وهو ناصر المتقين ومؤيد الصالحين، وتلك الآلهة من الشيطان والشهوات والطواغيت عاجزة عن تقديم المدد والعون وإنزال النصر أو قبول الهدى، بل هي موصوفة بالصمم والعمى كعابديها.