للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٩٤)}.

إخبار من الله تعالى أن ما يدعون من دونه عبيد مثل عابديها، ومخلوقات مثلهم، بل إن عابديها أكمل خلقًا منها إذ تسمع وتبصر وتتحرك وتبطش وتِلك جامدة لا حراك لها.

وقوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ}.

المعنى: ألأوثانكم أيها الناس أرجل فهم يسعون معكم ولكم في حوائجكم، أم لهم أيد يدفعون بها عنكم شر ما تلقونه من مكر عدوكم، أم لهم أعين يبصرون بها ما خفي عنكم لتحذروه، أم لهم آذان يسمعون بها ما خفي عنكم لتعوه وتكونوا منه على حذر وبصيرة. قل - يا محمد - لهؤلاء الجاهلين من قومك: ادعوا شركاءكم وثابروا في ذلك الغي والضلال، ثم تآمروا أنتم وهم على إنزال المكيدة والمكر فيّ، فإن الله ناصري وهو يخزي المشركين.

قال ابن جرير: ({فَلَا تُنْظِرُونِ}، يقول: فلا تؤخرون بالكيد والمكر، ولكن عجِّلوا بذلك. يُعْلِمُهُ جل ثناؤه بذلك أنهم لن يضروه، وأنه قد عصمه منهم، ويُعَرِّف الكفرة به عجز أوثانهم عن نصرة من بغى أولياءهم بسوء).

وقوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.

قال القاسمي: (تعليل لعدم المبالاة، المنفهم من السوق انفهامًا جليًّا. أي: الذي يتولى حفظي ونصرتي هو الله الذي أنزل الكتاب، المشتمل على هذه العلوم العظيمة النافعة. قال: وقوله تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} تذييل مقرر لما قبله. أي: ومن عادته أن يتولى الصالحين من عباده، وينصرهم ولا يخذلهم. وفيه تَعْريضٌ، لمن فقد الصلاح، بالخذلان والمَحْق).

وفي التنزيل - لما قال قوم هود له -: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} فأجابهم: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (٥٥) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ. . .}.

<<  <  ج: ص:  >  >>