قال السدي:(هؤلاء المشركون). وقال مجاهد:{وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}، ما تدعوهم إلى الهدى). قال ابن كثير:(أي: يقابلونك بعيون مُصَوّرة كأنها ناظرة، وهي جماد ولهذا عاملهم مُعامَلة من يعقِلُ، لأنها على صُوَر مصورة كالإنسان، {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}، فعبر عنها بضمير من يعقل) واختاره ابن جرير، وقاله قتادة.
قلت: فالسياق يدل أن الخطاب إلى المشركين في نعت ضعف آلهتهم - كما ذهب إليه شيخ المفسرين.
وقد أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند صحيح عن أبي تميمة قال:[شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله أو قال أنت محمد؟ فقال: نعم، قال: فإلامَ تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده، مَنْ إذا كان بك ضرٌّ فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عامُ سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قَفْرٍ فأضللت فدعوته ردّ عليك](١).
وفي لفظ:[أدعو إلى ربك الذي إن مَسَّكَ ضر فدعوته كشف عنك، والذي إن أضللت بأرض قفرٍ فدعوته ردّ عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك].