للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ}.

قال القرطبي: (كرره ليبين أن ما يعبدونه لا ينفع ولا يضر).

وقوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}.

قال السدي: (هؤلاء المشركون). وقال مجاهد: {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}، ما تدعوهم إلى الهدى). قال ابن كثير: (أي: يقابلونك بعيون مُصَوّرة كأنها ناظرة، وهي جماد ولهذا عاملهم مُعامَلة من يعقِلُ، لأنها على صُوَر مصورة كالإنسان، {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}، فعبر عنها بضمير من يعقل) واختاره ابن جرير، وقاله قتادة.

قلت: فالسياق يدل أن الخطاب إلى المشركين في نعت ضعف آلهتهم - كما ذهب إليه شيخ المفسرين.

وقد أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند صحيح عن أبي تميمة قال: [شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله أو قال أنت محمد؟ فقال: نعم، قال: فإلامَ تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده، مَنْ إذا كان بك ضرٌّ فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عامُ سنة فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرض قَفْرٍ فأضللت فدعوته ردّ عليك] (١).

وفي لفظ: [أدعو إلى ربك الذي إن مَسَّكَ ضر فدعوته كشف عنك، والذي إن أضللت بأرض قفرٍ فدعوته ردّ عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك].

١٩٩ - ٢٠٦. قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (٢٠٢) وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد وأبو داود. انظر صحيح سنن أبي داود (٣٤٤٢). وانظر تخريج المشكاة (٩١٨)، وصحيح الجامع الصغير (٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>