للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قد أفلح من هُدِيَ إلى الإسلام، وكان عيشه كَفَافًا، وَقَنِعَ به] (١).

الحديث الثالث: أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ الله لا يظلم المؤمن حسنةً، يُعْطَى بها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيُطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُعْطى بها خيرًا] (٢).

الحديث الرابع: أخرج الحاكم وابن حبان بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق] (٣).

٩٨ - ١٠٠. قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠)}.

في هذه الآيات: أَمْرُ الله تعالى عباده بالاستعاذة به من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن، فإن الشيطان ليس له سلطان على أهل الإيمان، إنما سلطانه على الذين يتولونه من أهل الشرك والطغيان.

فقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

قال ابن زيد: (فهذا دليل من الله تعالى دلّ عباده عليه). قلت: والأمر بالاستعاذة - خارج الصلاة - عند تلاوة القرآن هو للوجوب، كما هو داخل الصلاة لعموم الأمر. قال ابن كثير: (والمعنئ في الاستعاذة عند ابتداء القراءة، لئلا تَلْتَبِسَ على القارئ قراءته ويُخْلَطَ عليه، ويمنَعه من التدبر والتفكر).


(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢٣٤٩)، وأحمد (٦/ ١٩)، وصححه ابن حبان (٧٠٥)، وكذلك الحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥)، ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٠٨)، وأحمد (٣/ ١٢٣)، (٣/ ٢٨٣)، وابن حبان (٣٧٧).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (١٢٣٢)، وأحمد (١/ ١٦٨)، والحاكم نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>