يقول فرعون: إنه كان ينبغي أن تستأذنوني في أمر إيمانكم فإني أنا الحاكم المطاع والأمر لي ولا يكون الإيمان إلا بي.
وقوله:{إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ}. قال ابن كثير:(وهذه مكابرة يعلم كُلُّ أحدٍ بُطلانَها، فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم، فكيف يكون كبيرَهم الذي أفادهم صناعة السحر؟ ! هذا لا يقوله عاقل).
قال القاسمي:({مِنْ خِلَافٍ} أي: جانبين متخالفين). وقال النسفي:({مِنْ خِلَافٍ} من أجل خلاف ظهر منكم).
وقوله:{قَالُوا لَا ضَيْرَ}. أي: لا حرج، فليكن ما يكون، لقد ظهر الحق وكُشِفَ عن القلوب حجاب الكفر، فما كان من أمر موسى لا يصدر عن بشر، إلا أن يكون عن خالق البشر، الذي أيده بنصره وتمكينه وأبطل المكر والسحر، فافض ما أنت قاض فإنا لا نبالي {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} - أي: المرجع والمآل إليه، والثواب والعقاب بين يديه، وهو لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولا يخيب عنده جهاد المؤمنين وصبرهم على الأذى والظلم. قال ابن زيد: ({لَا ضَيْرَ} هو يقول: لا يضرّنا الذي تقول، وإن