قال قتادة:({إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} من خير أو شر. {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ} أي جبل {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}: اْي لطيف باستخراجها خبير بمستقرها).
قال القاسمي:(أي إن الخصلة من الإساءة أو الإحسان، إن تك مثلًا في الصغر كحبة الخردل {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ} أي: فتكن مع كونها في أقصى غايات الصغر، في أخفى مكان وأحرزه، كجوف الصخرة. أو حيث كانت في العالم العلويّ أو السفليّ {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} أي يحضرها ويحاسب عليها {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} أي ينفذ علمه وقدرته في كل شيء {خَبِيرٌ} أي يعلم كنه الأشياء، فلا يعسر عليه. والآية هذه كقوله تعالى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}[الأنبياء: ٤٧] الآية، وقوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧ - ٨]).
أي: يا بني أقم الصلاة التي أمرك الله بها بحدودها وأركانها والتماس أوقاتها، واؤمر الناس بطاعة الله واتباع أمره، وانههم عن الوقوع في معصيته ومحارمه، واصبر على ذلك مما يلحقك به من الأذى، فإن الصبر على أذى الناس لمن عَزْم الأمور.
قال ابن جريج:(اصبر على ما أصابك من الأذى في ذلك {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} قال: إن ذلك مما عزم الله عليه من الأمور، يقول: مما أمر الله به من الأمور).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:(ولا بد أيضًا أن يكون حليمًا، صبورًا على الأذى. فإنه لا بد أن يحصل له أذى. فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح، كما قال لقمان لابنه:{وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}).
وقوله:{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} - فيه أقوال متقاربة متكاملة: