للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كهيئة الأخدود، لو أُرسلت فيه السفن لجَرَتْ] (١).

وقوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}. في إعراب {تَخَاصُمُ} وجهان أو ثلاثة:

الوجه الأول: بدل من حق مرفوع مثله ما دام قوله: {لَحَقٌّ} خبر إن.

الوجه الثاني: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. أي: هو تخاصم.

الوجه الثالث: أنه خبر بعد خبر أو بدل من (ذلك). والتقدير: إن تخاصمَ أهل النار فيها لحق. فهو بالنصب على البدل.

وجميعها تفيد العلم أنّ الخزي والندامة ستأكل قلوب المشركين في نار جهنم وبأنها ستنعكس على ألسنتهم كل يحفل مصيبته الآخر فيلقي بها الرؤساء على مرؤوسيهم وأتباعهم فيردها أولئك عليهم، والحسرة تأكل وتحصد نفوسهم والجزع يدمرهم ويهلكهم.

قال القاسمي رحمه الله: (فكتب (الناصر) عليه: هذا يحقق ما تقدم من أن قوله: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ} من قول المتكبرين الكفار. وقوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ} من قول الأتباع. فالخصومة على هذا التأويل حصلت من الجهتين فيتحقق التخاصم. خلافًا لمن قالَ إن الأول من كلام خزنة جهنم والثاني من كلام الأتباع. فإنه على هذا التقدير، إنما تكون الخصومة من أحد الفريقين. فالتفسير الأول أمكن وأثبت).

٦٥ - ٨٨. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤) قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ


(١) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة في السنن (٤٣٢٤). انظر صحيح ابن ماجة (٣٤٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>