في هذه الآيات: تهديدُ اللَّه تعالى -بعد تعريفه بآياته الكبيرة- كل أفاك أثيم، يُصِرُّ على الكبر والعناد والاستهزاء بالدين، وقد توعده اللَّه وأمثاله من المشركين عذاب الجحيم.
فقوله:{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ}. قال النسفي:(إشارة إلى الآيات المتقدمة، أي: تلك الآيات {آيَاتُ اللَّهِ}). قلت: بل آيات القرآن كلها حجج وبراهين على وحدانية اللَّه وقدرته.
وقوله:{نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}. قال القرطبي:(أي بالصدق الذي لا باطل ولا كذب فيه).
وقوله:{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}. قال القاسمي:(أي بعد آياته ودلائله الباهرة. وتقديمُ اسم اللَّه للمبالغة والتعظيم).
وقوله تعالى:{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}. قال ابن كئير:(أي: أفاكٍ في قوله كذّاب، حلاف مَهين أثيم في فعله وقيله، كافر بآيات اللَّه).
قال ابن جرير: (يقول: يسمع آيات كتاب اللَّه تُقرأ عليه {ثُمَّ يُصِرُّ} على كفره وإثمه فيقيم عليه، غير تائب منه، ولا راجع عنه {مُسْتَكْبِرًا} على ربه أن يذعن لأمره ونهيه
(١) إسناده حسن في الشواهد. أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٦٦ - ٦٧)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة ج (٤) ص (٣٩٦) عقب الحديث (١٧٨٨).