للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ رَأْيِكَ، لَئِنْ أَخْرَجَنِي اللهُ لَا أُسَاكِنْكَ بأَرْضٍ لَكَ عَلَيَّ فِيهَا إِمْرَة، فَلَمَّا قَفَلَ .. لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؛ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ وَمَا قَالَ مِنْ مُسَاكَنَتِهِ فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِلَى أَرْضكَ، فَقَبَحَ اللهُ أَرْضًا لَسْتَ فِيهَا وَأَمْثَالُكَ،

===

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني) أنت حديثًا (عن رأيك) واجتهادك فتعارض به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! وهذا موضع الترجمة من هذا الأثر، أقسمت لك بالله الذي نفسي بيده (لئن أخرجني الله) سبحانه وتعالى من هذه الغزوة وسلمني من حوادثها (لا أساكنك بأرض) أي: لا أسكن ولا أقيم معك في أرض (لك على فيها) أي: في تلك الأرض (إمرة) أي: سلطنة وولاية -بكسر الهمزة- أي: حكومة وولاية؛ أي: أخرج وأسافر من الأرض التي لك فيها ولاية عليَّ؛ لأنه لا خير في صحبتك؛ لأنك تعارض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيك.

(فلما قفل) ورجع عبادة من تلك الغزاة .. (الحق بالمدينة) المنورة؛ أي: ارتحل من الشام وسافر إليها ليسكنها، (فقال له) أي: لعبادة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه أمير المؤمنين: (ما أقدمك) وأحضرك؟ أي: أيُّ شيء وأي سبب أقدمك من الشام إلى المدينة بعدما نزلت في الشام (يا أبا الوليد؟ فقص) عبادة (عليه) أي: على عمر (القصة) التي جرت بينه وبين معاوية، (وما قال) عبادة (من) قسمه على ترك (مساكنته) مع معاوية في أرض واحدة.

(فقال) عمر لعبادة: (ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك) وشامك التي كنت فيها أولًا، (فقبح الله) وشان (أرضًا لست) أنت ساكنًا (فيها) وقول (وأمثالك) بالرفع معطوف على اسم ليس؛ أي: لست أنت وأمثالك ساكنًا فيها، والنصب

<<  <  ج: ص:  >  >>