وفي رواية البخاري زيادة:(منسوجة فيها حاشيتُها) رُفِعَ بقوله: منسوجةٌ؛ لأنه اسم مفعول يعمل عمل فعله المغير؛ كاسم الفاعل يعمل عمل فعله المعلوم؛ أي: إنها لم تقطع من ثوب فتكون بلا حاشية، أو إنها جديدة لم يقطع هدبها ولم تلبس.
(قال) سهل الراوي لمن عنده: (وما البردة؟ ) أي: هل تعلمونها؟ وفي رواية البخاري:(أتدرون ما البردة؟ قالوا): نعم، نعرفها؛ هي (الشملة) بفتح الشين وسكون الميم.
(قال) سهل بعدما أجابوا: نعم، هي (الشملة) كما قلتم، وفي تفسير البردة بالشملة تجوز؛ لأن البردة كساء؛ والشملة ما يشتمل به؛ فهي أعم من البردة، لكن كان أكثر اشتمالهم بها؛ أي: بالبردة، فأطلقوا عليها؛ أي: على البردة اسمها؛ أي: اسم الشملة.
(قالت) المرأة: (يا رسول الله؛ نسجت هذه) البردة لك (بيدي) أي: بنفسي حقيقةً أو مجازًا (لأكسوكها) أي: لألبسكها وأهديها لك - بفتح الواو - لأنه مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي، والكاف مفعول أول والهاء مفعول ثان؛ لأنه يتعدى إلى مفعولين؛ كأعطى (فأخذها) أي: فأخذ (رسول الله صلى الله عليه وسلم) تلك البردة وقبلها منها، حالة كون رسول الله صلى الله عليه وسلم (محتاجًا إليها) أي: إلى تلك البردة (فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم (علينا) من منزله إلى المسجد حالة كونه متسترًا (فيها) أي: متغطيًا بها (وإنها لإزاره) وفي رواية هشام بن