للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدْخَلَانِ؛ مُدْخَلٌ بِاللَّيْلِ وَمُدْخَلٌ بِالنَّهَار، فَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي .. يَتَنَحْنَحُ لِي.

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) علي: (كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مُدْخَلان) تثنية مدخل - بضم الميم وفتح الخاء المعجمة - اسم زمان من الدخول؛ أي: كان لي وقتان أدخل عليه فيهما (مدخل بالليل) أي: وقت أدخل عليه في الليل (ومدخل بالنهار) أي: وقت أدخل عليه في النهار (فكنت) أنا (إذا أتيته) في أحد المدخلين (وهو يصلي .. يتنحنح لي) أي: يردد لي صوته في الحلق؛ ليفهمني أنه في الصلاة.

وبهذا الحديث استدلت الحنابلة والحنفية على أن التنحنح لا يبطل الصلاة، بخلاف الشافعية والمالكية؛ فإنهم قالوا: يبطل الصلاة؛ لأنه يظهر منه حرفان فأكثر، وهذا الحديث حجة عليهم؛ لأنه صحيح مُحتجٌّ به؛ فلذلك قالوا: (مذهب الشافعي أحوط، ومذهب أحمد أفقه) ولذلك قالوا أيضًا: (اختلاف الأئمة رحمة للأمة) فلا ينبغي الاعتراض على مذهب أحدهم بمذهب آخر؛ لأن هذا شغل الفهم السقيم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب السهو، باب التنحنح في الصلاة، وأحمد في "مسنده".

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي سعيد الخدري.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد الخدري بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>