للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْحَلِيمُ

===

(الواجد) بالجيم؛ أي: الغني الذي لا يفتقر؛ من وجد يجد جِدَةً؛ من باب وعد؛ أي: استغنى غنىً لا فقر بعده، وقيل: هو الذي يجد كل ما يريده ويطلبه ولا يفوته شيء.

(الوالي) على وزن الفاعل؛ من ولي الثلاثي؛ أي: مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها على وفق إرادته.

(الراشد) أي: المُوفِّق من شاء من عباده طريقَ الرشد والصلاح في دينه ودنياه. و (الرشيد): هو مبالغة في الراشد؛ أي: الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم؛ أي: هداهم ودلهم عليها ببيان براهينها على ألسنة الرسل، فهو فعيل بمعنى مفعل، وقيل: هو الذي تَنْسَاقُ تَدْبِيرَاتُه إلى غَايَاتِها على سَنَن السَّداد من غير إشارةِ مُشِير ولا تسديدِ مُسدِّد.

(العفوُّ): فَعولٌ من العَفْوِ؛ وهو الذي يَمحُو السيئاتِ ويُجاوز عن المعاصي، وهو أَبْلَغُ من الغفور؛ لأنَّ الغفران يُنْبِئُ عن السَّتْر، والعفوُ يُنبئ عن المحْوِ؛ وأصلُ العفوِ: المَحْوُ والطمْسُ، وهو من أبنيةِ المبالغة، يقال: عفَا يَعْفُو عفوًا، فهو عافٍ وعَفُوٌّ.

(الغفور) قال الجزري في "النهايةِ": في أسماء الله الغَفُور والغفار، وهما من أبنيةِ المبالغة؛ ومعناهما: الساترُ لذنوب عباده وعيوبهم المتجاوز عن خطاياهم وذنوبِهم، وأصلُ الغفر: التغطيةُ، يقال: غَفَر لك يَغْفِرُ غفرًا وغُفرانًا ومغفرة؛ والمغفرة: إِلْباسُ الله تعالى العَفْوَ للمذنبين.

(الحليم): هو الذي لا يَسْتَخِفُّه شيءٌ من عصيان العباد ولا يَسْتَفِزُّهُ الغضبُ عليهم، ولكنَّهُ جَعلَ لكل شيء مِقْدارًا، فهو مُنْتَبهٍ إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>