أي: نقل الله ذلك الوباء من المدينة إلى الجحفة؛ لعدوان أهلها وأذاهم للناس، وكانوا يهودًا، وهذه الرؤيا - كما قاله المهلب - من قسم الرؤيا المعبرة، وهي مما ضرب به المثل، ووجه التمثيل: أنه شق من اسم (السوداء): السوء والداء، فتأول خروجها بما جمع اسمها، وتأول (ثوران شعر رأسها): أن الذي يسوء ويثير الشر يخرج من المدينة، وقيل: لما كانت الحمى مثيرة بالبدن بالاقشعرار وارتفاع الشعر .. عبر عن حالها في النوم بارتفاع شعر رأسها، فكأنه قيل: الذي يسوء ويثير الشر يخرج من المدينة. انتهى من "إرشاد الساري".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التعبير، باب المرأة السوداء، والترمذي في كتاب الرؤيا، باب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف سابعًا لحديث ابن عباس بحديث طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٨١) - ٣٨٦٨ - (٨)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (٢٤٢ هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن بن الحارث الفهمي المصري عالمها، ثقة، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (١٧٥ هـ). يروي عنه:(ع).