للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ"، فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ"، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ !

===

وكثرة القتل، والاختلاط، والفتنة في آخر الزمان، وكثرة النكاح، وكثرة الكذب، وكثرة النوم، وما يرى في النوم غير منضبط، وعدم الإتقان للشيء. انتهى "فتح الباري" (١٣/ ١٩).

(قال) أبو موسى: (قلت: يا رسول الله؛ ما الهرج؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال أبي موسى: الهرج: هو كثرة (القتل، فقال بعض المسلمين) الحاضرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ إنا) معاشر الصحابة (نقتل الآن) أي: في العصر الحاضر (في العام الواحد من المشركين كذا وكذا) أي: مئة ومئتين وما فوقهما.

ولفظ: (كذا) اسم مبهم المعنى مركب اللفظ من حرف جر واسم إشارة في محل النصب مفعول به لـ (نقتل) مبني على سكون مقدر على الأخير، منع من ظهوره اشتغال المحل بسكون الحكاية؛ لتركبه تركيب خمسة عشر.

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لذلك البعض الذي سأله: (ليس) الهرج الذي ذكرته لكم (بقتل المشركين، ولكن) الهرج الذي ذكرته لكم هو أن (يقتل بعضكم) أي: بعض المسلمين (بعضًا) آخر (حتى يقتل الرجل) منكم (جاره وابن عمه وذا قرابته) كابن عمَّتهِ وخالتِه وخالِه (فقال بعض القوم) الحاضرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله) أَ (وَمعنا عقولُنا) في (ذلك اليوم) الذي يكثر فيه الهرج؟ !

<<  <  ج: ص:  >  >>