للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَان، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاء مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ"، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: وَايْمُ اللهِ؛ إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإيَّاكُمْ، وَايْمُ اللهِ؛ مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَج إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا.

===

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) للقومِ السائلين له: (لا) أي: لا عَقْلَ معكم في ذلك اليوم؛ أي: لا يكون ذلك الهَرْجُ مع عُقولكم، بل (تُنْزَع عقولُ أكثر) أهل (ذلك الزمان) لشدة الحرص، والرغبة في الدنيا، وكثرةِ الجهل للأحكام الشرعيةِ فيهم (ويخلف له) أي: يخلف في ذلك الزمان (هباء) حثالة وأراذل (من الناس لا عقول) كاملةً (لهم) أي: سفهاء لا تمييز لهم بين الحسن والقبيح في الشرع، لغلبة جهلهم على عقولهم.

(والهباء) في الأصل: الذرات والغبار التي تظهر في الكوة من الدار؛ بسبب شعاع الشمس وضوئها الطالعِ من الكوة.

(ثم) بعدما روى هذا الحديث (قال) أبو موسى (الأشعري) بالسند السابق: (وايم الله) أي: اسم الله قسمي (إني لأظنها) أي: لأظن تلك الحالة (مدركتي) أي: لمُدرِكةٌ إيايَ (وإياكم) لا تزالُ تلك الحالة عنَّا (وايم الله) قسمي (ما لي ولكم) أيُّها الصحابة (منها) أي: مِن تلك الحالة (مَخْرَجٌ) أي: خروج (إن أدركتْنَا) أي: ما أدركتنا تلك الأيام التي يكثر فيها الهرج (فيما عَهِدَ إلينا) أي: ونحن على ما عهد إلينا (نبينا صلى الله عليه وسلم) من امتثال المأمورات واجتناب المنهيات (إلا أَنْ نَخْرُجَ) من تلك الأيام سالمين من مخالفة الشرع (كما دخلنا فيها) أي: تلك الأيام ممتثلين لأوامر الله، ومجتنبين لمنهياته، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أحمد في "مسنده"، من

<<  <  ج: ص:  >  >>