للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِم، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي،

===

(عن هزيل) مصغرًا (ابن شرحبيل) الأودي الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية. يروي عنه: (خ عم).

(عن أبي موسى الأشعري) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين يدي الساعة) وقدامها وقربها من أشراطها (فتنًا) أي: فتنًا عظامًا، ومحنًا جسامًا (كقطع الليل المظلم) - بكسر القاف وفتح الطاء وقد يسكن - أي: كل فتنة كقطعة من الليل المظلم في شدتها وظلمتها وعدم تبين أمرها.

قال الطيبي رحمه الله: يريد بذلك التباسها وفظاعتها وشيوعها واستمرارها (يصبح الرجل فيها) أي: في تلك الفتن (مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا) أي: يصبح محرمًا لدم أخيه وعرضه، ويمسي مستحلًا له.

والظاهر أن المراد بالإصباح والإمساء: تقلب الناس فيها وقتًا دون وقت لا بخصوص الزمانين، فكأنه كناية عن تردد أحوالهم، وتذبذب أقوالهم، وتنوع أفعالهم من عهدٍ ونقضٍ، وأمانةٍ وخيانةٍ، ومعروف ومنكر، وسنة وبدعة، وإيمان وكفر.

(القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي) أي: كلما بعد الشخص عنها وعن أهلها .. خير

<<  <  ج: ص:  >  >>