وصاحب السلطان مقهور في يده، فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف .. فقد تعرض للتلف وأهدف نفسه للهلاك، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد؛ من أجل غلبة الخوف، قاله الخطابي وغيره، كذا في "العون"(١١/ ٥٠٠).
قوله أيضًا:"أفضل الجهاد" قيل: إنما كان أفضل الجهاد؛ لأن من جاهد العدو .. فهو متردد بين رجاء وخوف، وبين أن يكون الغلبة له أو للعدو، وها هنا الغالب الهلاك والتلف وغضب السلطان، فصار أفضل الجهاد.
وأيضًا الغالب أن الناس مشفقون على تخطئته وتوبيخه، وقل من يساعده على ذلك، بخلاف القتال من الكفرة. انتهى "س".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي، والترمذي في كتاب الفتن، باب أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي أمامة، وقال: هذا حديث حسن غريب.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة.
* * *
ثم استشهد المؤلف سابعًا لحديث عائشة بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤٦) - ٣٩٥٦ - (٩)(حدثنا راشد بن سعيد) بن راشد القرشي أبو بكر (الرملي) صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (٢٤٣ هـ). يروي عنه:(ق)، قولنا -: (الرملي) قال في "المغني" - بفتح الراء وسكون الميم وبلام - نسبة إلى الرملة؛ مدينة من فلسطين. انتهى.