للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْض، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ".

===

قبل نزول هذه الآياتِ الست؛ فإنها إذا نزلت .. دهشتهم وشغلتهم عن الأعمال، أو سد عليهم باب التوبة وقبول الأعمال.

وفي "الكوكب": أي: سابقوا ست آيات دالة على قرب الساعة قبل وقوعها وحلولها؛ فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر.

وقوله: (طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض، والدجال، وخويصة أحدكم، وأمر العامة) بالنصب في جميعها، بدل من قوله (ستًّا) بدل تفصيل من مجمل، أو بدل بعض من كلّ، وقد تقدم الكلام على أكثر هذه الست في حديث حذيفة بن أسيد.

وعبارة القرطبي: أي: سابقوا بالأعمال الصالحة ولا تُسَوِّفُوها، واغتنِمُوا التمكُّنَ منها قبل أن يُحال بينكم وبينها، بداهيبما من هذه الدَّواهِي المذكورة، فيفوت العملُ؛ للمانع، أو تنعدم منفعتُه؛ لعدمِ القبول.

قوله: "وخويصيةَ أحدكم" يعني: حادثةَ الموت التي تَخُصُّ كلَّ إنسان؛ وهي تَصْغِيرُ خاصَّة، وصُغِّرَتْ؛ لاحتقارها في جانبِ ما بعدها من البعثِ والعَرْضِ والحسابِ وغيرِ ذلك.

أو يعني بها: الموانع التي تخصه مما يمنعه من العمل؛ كالمرض والكِبَرِ والفقرِ المُنْسِي والغِنى المُطْغِي والعِيالِ والأولادِ والهمُوم والأَنْكَادِ والفِتَنِ والمِحنِ ... إلى غيرِ ذلك مما لا يتمكَّنُ الإنسانُ مع شيء منه على عمل صالح، أو لا يَسْلَمُ له.

وهذا المعنى هو الذي فَصَّلَه في حديث آخر؛ حيث قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم (٤/ ٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>