أي: وبادروا بالأعمال الصالحة قبل حيلولة الاشتغال بخويصة أحدكم عن العمل المصالح؛ أي: الاشتغال بأمر خاص بك؛ أي: بنفسك أو بأهلك أو بولدك؛ كما مر بيانه (و) قبل حيلولة الاشتغال بـ (أمر العامة) عن العمل المصالح.
وعبارة القرطبي: قوله: "أو أمر العامة" يعني: الاشتغال بهم فيما لا يتوجه على الإنسان غرضه؛ فإنهم يفسدون من يقصد إصلاحهم، ويهلكون من يريد حياتهم لا سيما في مثل هذه الأزمان التي قد مرجت فيها عهودهم، وخانت أماناتهم، وغلبت عليهم جهالاتهم وأهواؤهم، وأعانتهم الظلمة والسفهاء.
وعلى هذا؛ فعلى العامل أن يهتم بخصوصية نفسه، والإعراض عن أبناء جنسه إلى حلول رمسه، أعاننا الله تعالى على ذلك بفضله وكرمه وجوده، آمين.
والمعنى: بادروا بالأعمال الصالحة وسارعوا إلى الإتيان قبل أن تظهر هذه العلامات الست؛ إذ يعسر العمل فيما بعدها، أو لا يقبل عندها.
وقوله:"أو خاصة أحدكم" كما هي رواية مسلم والمراد منها: الموت؛ فإن من مات .. قامت قيامته، وقيل: هو ما يختص به الإنسان من الشواغل المتعلقة بنفسه أوماله أوما يهتم به. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكنه أخرج مسلم مثله من حديث أبي هريرة في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية أحاديث الدجال، والحاكم في "المستدرك".
ودرجته: أنه صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم، حسن السند؛ لأن فيه سنان بن سعد، وهو مختلف فيه؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث حذيفة بن أسيد.