أيها المخاطبون على فرض أنكم تدركون ذلك الزمن؛ فاثبتوا على دينكم وإن عاقبكم.
(فإني سأصفه) أي: سأذكر (لكم) وصف الدجال بي (صفة لم يصفها إياه) أي: الدجال؛ أي: لم يذكر تلك الصفة فيه؛ أي: في الدجال (نبي) واحد من الأنبياء الذين مضوا (قبلي) وذلك الوصف الذي ذكرته لكم في الدجال هو قولي: (إنه) أي إن الدجال (يبدأ) أي: يشرع في الكلام مع الناس (فيقول) تفسير لما قبله؛ أي: يشرع في الكلام مع الناس، فيقول في بدايته:(أنا نبي، و) الحال أنه (لا نبي بعدي) وأنا خاتم النبيين، آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة (ثم يثني) أي: يذكر الدجال كلامًا ثانيًا: (فيقول) للناس: (أنا ربكم) أي: معبودكم ومالككم الذي ظهر لكم الآن (و) الحال أنكم أيها الناس (لا ترون ربكم) وأنتم في الدنيا (حتى تموتوا) وتبعثوا من قبوركم وتحشروا في عرصات القيامة.
ويقول أيضًا للناس: أنا ربكم (و) الحال (إنه أعور) أي: فاقد العين اليمنى (وإن ربكم ليس بأعور) لأنه منزه عن كل النقائص، والناقص في نفسه لا يقدر أن يخلق كاملًا، لأنه لو قدر .. لكمل نفسه، ولكن ليس برب قادر على الخلق، بل عبد مسيء أدب سيده، قال الطيبي في "شرح المشكاة": هذا الخطاب وما قبله من الخطاب السابق، من قوله:(يا عباد الله، فاثبتوا ... ) إلى هنا .. من الخطاب العام، أراد به: من يدرك الدجال من أمته.
ثم قيل: هذا القول منه صلى الله عليه وسلم استمالة لقلوب أمته، وتثبيتهم