للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ؛ اتَّبِعْهُ؛ فَإِنَّهُ رَبُّكَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بالْمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْن، ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا؛ فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي،

===

أتشهد) أي: هل تقر لي (أني) أنا (ربك) أي: إلهك الذي يستحق منك العبادة؟ (فيقول) الأعرابي: (نعم) أقر لك بربوبيتك (فيتمثل) أي: يتصور (له) أي: للأعرابي (شيطانان) ذكر وأنثى (في صورة أبيه وأمه، فيقولان) أي: الشيطانان (يا بني) أي: للأعرابي (اتبعه) أي: اتبع الدجال وأطعه فيما يأمرك به (فإنه) أي: فإن الدجال (ربك) ومعبودك الذي يستحق منك العبادة، فيؤمن الأعرابي به؛ طاعةً للشيطانين اللذين تمثلا على صورتي والديه.

(وإن من فتنته) أي: من فتنة الدجال وشره (أن يسلط) - بالبناء للمفعول - أي: أن يسلطه الله عز وجل (على نفس واحدة) أي: أن يمكن الله له من قتل نفس واحدة؛ أي: معتقدة بوحدانية الله تعالى حية؛ لأنه لا تأثير له بنفسه إلا بإذن الله عز وجل (فيقتلها) أي: فيقتل تلك النفسَ الواحدةَ؛ أي: المُوحِّدةَ بإذن الله سبحانه (وينشُرها) أي: ويشقُّ الدجالُ تلك النفس التي أذن الله له في قَتْلِها (بالمنشار) اسمُ آلة لقطعِ الأَخشاب وشَقِّها؛ أي: يَشُقُّ ذلك المقتولَ (حتى يُلْقَى) - بالبناء للمفعول - أي: حتى يُرْمَى ذلك المقتولُ (شِقَّتينِ) - بكسر الشين المعجمة وتشديدِ القافِ المفتوحة - على صيغةِ التثنية؛ أي: حتى يُرْمى فرقتين منفصلتين.

(ثم يقول) الدجالُ من عنده ممن آمن به: (انظروا إلى عبدي هذا؛ فإني أبعثه الآن) أي: في هذا الزمن الحاضر وأحييه (ثم) بعد إحيائي له (يزعم) القول الفاسد الذي لا يطابق الواقع؛ وهو (أن له ربًا غيري،

<<  <  ج: ص:  >  >>