للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: "التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ، وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ"، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَى الْمُؤَدِّبِ حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الْكُتَّابِ.

===

يعيش الناس) به؛ أي: فأي شيء يكون معيشةً وقوتًا للناس (في ذلك الزمان) الذي تكون الأرض فيها يابسة خالية من الخضروات؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: (التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد) أي: هذه الأذكار تكون معيشةً وقوتًا لهم (ويجرى) بالبناء للمجهول؛ أي: يجري (ذلك) المذكور من الأذكار (عليهم) أي: على ألسنتهم (مجرى الطعام) أي: تكون هذه الأذكار سببًا لحياتهم؛ كما أن الطعام يكون سببًا لحياتهم.

قال أبو الحسن تلميذُ المؤلِّفِ: (قال) لنا (أبو عبد الله) محمد بن يزيد بن ماجه رحمه الله تعالى: (سمعتُ) شيخي (أبا الحسن) عليَّ بن محمد بن إسحاق (الطنافسي) الكوفي (يقول: سمعتُ عبدَ الرحمن المحاربي يقول: ينبغي) على سبيلِ النَّدْبِ (أن يُدْفَع هذا الحديثُ إلى المُؤدِّب) أي: إلى معلم الأولاد (حتى يعلمه) أي: كي يعلمه المؤدب (الصبيان في الكُتَّاب) أي: في المكتب؛ تمرينًا لهم على الأذكار وتعليمًا.

وفي "المختار": الكتاب - بالضم والتشديد -: المكتبة، والكتاب أيضًا والمكتب واحد، والمكتب - على صيغة اسم الفاعل -: هو الذي يعلم الكتابة.

* * *

ثم استشهد المؤلف سادسًا لحديث حذيفة بن اليمان بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>