للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عنده تعالى؛ فقد استثناه بقوله: "إلا ذكر الله ... " إلى آخره؛ فيكون الاستثناء متصلًا. انتهى "س".

قال الغزالي: قوله: "الدنيا ملعونة ... " إلى آخره؛ هي عبارة عن أعيان موجودة للإنسان فيها حظ، وله في إصلاحها شغل.

ويعني بـ (الأعيان): الأرضَ والنباتات والحيوان والمعادن، وبـ (الحظ): حبها؛ فيندرج فيه جميع المهلكات؛ كالرياء والحقد، وبـ (إصلاحها): أنه يصلحها لحظ له، أو لغيره، دنيوي أو أخروي، فيندرج فيه الحرف والصناعات من الدنيا؛ كأكل الخبز مثلًا للتقوِّي عليها، وإليه الإشارة بقوله: (الدنيا مزرعة الآخرة) وبقوله: (الدنيا ملعونة)، والله أعلم.

قوله: "وما والاه" الموالاة: المحبة؛ أي: إلا ذكر الله وما أحبه الله تعالى، مما يجري في الدنيا، أو بمعنى المتابعة.

فالمعنى: ما يجري على موافقة أمره تعالى، أو موافقة نهيه تعالى.

ويحتمل أن يُرادَ به: ما يُوافق ذكر الله؛ أي: يجانسه ويقاربه وطاعته تعالى واتباع أمره والاجتناب عن نهيه، كلها داخلة فيما يوافق ذكر الله. انتهى "س".

قوله: "أو عالمًا أو متعلمًا" تخصيص للعلم بعد تعميم؛ لشمول ما والاه جميع الخيرات .. تنبيه على أن جميع الناس سواهما همج، وعلى أن المراد بهما: العلماء بالله.

قال المناوي في "الفيض" (٢/ ٣٢٦): قوله: "ملعونة" أي: متروكة مبعدة، متروك ما فيها، أو متروكة الأنبياء والأصفياء؛ كما في خبر: (لهم الدنيا ولنا الآخرة)، وقال: "الدنيا ملعونة" لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها عن العبودية إلى الهوى، وقال بعد ذكر قوله: "وعالمًا أو متعلمًا" أي: هي وما فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>