عنده تعالى؛ فقد استثناه بقوله:"إلا ذكر الله ... " إلى آخره؛ فيكون الاستثناء متصلًا. انتهى "س".
قال الغزالي: قوله: "الدنيا ملعونة ... " إلى آخره؛ هي عبارة عن أعيان موجودة للإنسان فيها حظ، وله في إصلاحها شغل.
ويعني بـ (الأعيان): الأرضَ والنباتات والحيوان والمعادن، وبـ (الحظ): حبها؛ فيندرج فيه جميع المهلكات؛ كالرياء والحقد، وبـ (إصلاحها): أنه يصلحها لحظ له، أو لغيره، دنيوي أو أخروي، فيندرج فيه الحرف والصناعات من الدنيا؛ كأكل الخبز مثلًا للتقوِّي عليها، وإليه الإشارة بقوله:(الدنيا مزرعة الآخرة) وبقوله: (الدنيا ملعونة)، والله أعلم.
قوله:"وما والاه" الموالاة: المحبة؛ أي: إلا ذكر الله وما أحبه الله تعالى، مما يجري في الدنيا، أو بمعنى المتابعة.
فالمعنى: ما يجري على موافقة أمره تعالى، أو موافقة نهيه تعالى.
ويحتمل أن يُرادَ به: ما يُوافق ذكر الله؛ أي: يجانسه ويقاربه وطاعته تعالى واتباع أمره والاجتناب عن نهيه، كلها داخلة فيما يوافق ذكر الله. انتهى "س".
قوله:"أو عالمًا أو متعلمًا" تخصيص للعلم بعد تعميم؛ لشمول ما والاه جميع الخيرات .. تنبيه على أن جميع الناس سواهما همج، وعلى أن المراد بهما: العلماء بالله.
قال المناوي في "الفيض"(٢/ ٣٢٦): قوله: "ملعونة" أي: متروكة مبعدة، متروك ما فيها، أو متروكة الأنبياء والأصفياء؛ كما في خبر:(لهم الدنيا ولنا الآخرة)، وقال:"الدنيا ملعونة" لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها عن العبودية إلى الهوى، وقال بعد ذكر قوله:"وعالمًا أو متعلمًا" أي: هي وما فيها