للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".

===

عمدًا أو مطلقًا، بناءً على أنه الخطأ المقابل للصواب دون العمد.

قال القاري في "المرقاة" (٥/ ١٧٢): أفرد الخبر؛ نظرًا إلى لفظ الكل، وفي رواية: (خطاؤون) نظرًا إلى معنى الكل، قيل: أراد الكل من حيث هو كل أو كل واحد، وأما الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .. فإما مخصوصون عن ذلك، وإما أنهم أصحاب صغائر، والأول أولى؛ فإن ما صدر منهم من باب ترك الأولى، أو من قبيل حسنات الأبرار سيئات المقربين، أو يقال: الزلات المنقولة عن بعضهم محمولة على الخطأ والنسيان من غير أن يكون لهم قصد إلى العصيان، وقيل: كل بني آدم خطاء؛ أي: غالبهم كثير الخطأ.

(وخير الخطائين التوابون) أي: الرجاعون إلى الله عز وجل بالتوبة من المعصية؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} (١)؛ أي: دون المُصرِّين؛ فإن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، فكيف الإصرار على الكبيرة؟ !

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق، وقال: لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة، ورواه الحاكم في "المستدرك وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والدارمي في كتاب الرقائق، باب في التوبة، وأحمد في "المسند".

ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الأول.

* * *

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر لابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:


(١) سورة البقرة: (٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>