يشاء يوم القيامة؛ أي: يأخذ سبع (سماواته) ويلفها بقدرته من العالم العلوي (و) يقلع سبع (أرضيه) من قعرها وأسفلها (بيده) أي: بقدرته؛ أي: يرفعهما من بين أرض الموقف وبين عرشه العظيم؛ أي: يرفعهما من بين العرش وأرض الموقف ويعدمهما.
وجملة:(وقبض) رسول الله (يده) أي: أصابع يديه إلى كفيه (فجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابع يديه (يقبضها) أي: جعلها مقبوضة إلى كفيه تارة (و) جعل أصابعهما تارةً (يبسطها) أي: جعلها ممدودة بلا قبضها وضمها إلى الكفين، إلى هنا معترضة بين المعطوف عليه؛ وهو (يأخذ الجبار) وبين المعطوف؛ وهو قوله:(ثم يقول الجبار) فهي متعلقة بالرسول.
(ثم يقول) الله سبحانه جل وعلا مخاطبًا لملائكته: (أنا الجبار) الذي يجبر عباده على ما يشاء؛ أي: أنا الذي له الجبر الحقيقي دون غيري (أنا الملك) في كل زمان وفي كل مكان (أين الجبارون؟ ) أي: الجبارون لعبادي في الدنيا على ما شاؤوا من عبادتهم ظلمًا (أين المتكبرون؟ ) أي: أين المترفعون عن عبادتي في الدنيا؛ أي: لا يخضعون لطاعتي بالامتثال والاجتناب.
وترتيب الكلام في الأصل:(قال) ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: يأخذ الجبار (يوم القيامة) سماواته وأرضيه بيده، ثم يقول: أنا الجبار أنا الملك، أين الجبارون أين المتكبرون؟ قال: ويتمايل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى آخره.
وقوله:(وقبض يده ... ) إلى آخره، هذه الجملة في محل النصب على الحالية من فاعل يقول الأول؛ والتقدير: قال ابن عمر: (سمعت رسول الله