للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا".

===

بتقدير أحدهما، ونصبهما بتقدير؛ أعني: (فشدة ما تجدون من البرد) في فصل الشتاء .. هو (من زمهريرها) أي: من شدة برودتها (وشدة ما تجدون من الحر) في فصل الصيف فـ (من سمومها) أي: من شدة حرارة جهنم، ولا مانع من حصول الزمهرير من نفس النار؛ لأن المراد من النار وهو جهنم، وفيه طبقة زمهريرية، والذي خلق الملك من الثلج والنار قادر على جمع الضدين في محل واحد، وفي الحديث: أن النار مخلوقة موجودة الآن، وهو أمر قطعي للتواتر المعنوي، خلافًا من قال من المعتزلة من أنها تخلق يوم القيامة. انتهى "قسطلاني".

وفي "المصباح": الحَرُّ: خلاف البرد؛ والحَرُورُ: الريحُ الحارة تكون ليلًا ونهارًا، ويقال: إن الحرورَ بالنهار، والسمومَ بالليل، ويعكس. انتهى، قاله القرطبي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الخلق، باب صفة النار، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، والترمذي في كتاب صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة ثانيًا بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>