أثناء الأذان ربما يفوته الإجابة في بعض الكلمات الآتية، كذا في "المرقاة" أي: قال حين سماع قول المؤذن في أذانه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... إلى آخره.
قوله:"رضيت بالله" قال السندي: أي: بربوبيته وبجميع قضائه وقدره؛ فإن الرضا بالقضاء باب الله الأعظم، وقوله:"ربًا" تمييز، وقيل: حال؛ أي: حالة كونه مربيًا ومالكًا وسيدًا ومصلحًا.
قوله:"وبمحمد رسولًا" أي: بجميع ما أُرسل به وبلغه إلينا من الأمور الاعتقادية وغيرها "وبالإسلام" أي: وبجميع أحكام الإسلام من الأوامر والنواهي "دينًا" أي: اعتقادًا أو انقيادًا، قاله القاري.
"غُفر له ذنبه" أي: غفر الله له ذنوبه الصغائر، والجملة جواب لمن الشرطية في قوله:"من قال حين يسمع المؤذن".
قال القاضي عياض: أي: كان قول ذلك موجبًا للمغفرة؛ لأن الرضا بالله تعالى يستلزم المعرفة بوجوده، وبما يجب له، وبما يستحيل عليه، ويجوز في فعله، والرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا يستلزم العلم برسالته، وهذه الفصول علم التوحيد، والرضا بالإسلام الالتزام بجميع أحكامه. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذّن المؤذن، والنسائي في كتاب الأذان، باب الدعاء عند الأذان، وباب القول مثل ما يقول.