للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ للهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ،

===

(قال) ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا) معاشر الصحابة (التشهد) من فيه إلى فينا (كما يعلمنا السورة من القرآن) من فيه إلى فينا، والمراد: كان يهتم بحفظنا؛ أي: يعلمنا بكمال الاهتمام؛ لتوقف الصلاة عليه إجزاءً وكمالًا. انتهى "سندي على النسائي"، وفي "البذل": يهتم بتعليم التشهد، كما يهتم بتعليم القرآن. انتهى.

(فكان) صلى الله عليه وسلم (يقول) في تعليمنا إياه: (التحيات المباركات) جمع مباركة؛ معناها: كثيرة الخير، وقيل: النماء، (الصلوات الطيبات لله) قال النووي: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن حذفت الواو هنا اختصارًا، وهو جائز معروف في اللغة، (السلام) أي: التحية الدائمة اللائقة بك؛ وهو تأمينه مما يخافه على أمته (عليك أيها النبي) الكريم، (ورحمة الله) أي: إنعامه وإحسانه عليك، (وبركاته) عليك، والبركة: كثرة الخير ونماؤه معنىً.

فإن قلت: كيف شرع هذا اللفظ في الصلاة وهو خطاب بشر، وهو منهي عنه في الصلاة؟

قلت: إن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم.

فإن قلت: ما الحكمة في العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قوله: "عليك أيها النبي" مع أن لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق، كأن يقول: السلام على النبي، فينتقل من تحية الله إلى تحية النبي، ثم إلى تحية النفس، ثم إلى تحية الصالحين؟

<<  <  ج: ص:  >  >>