للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّلَامُ عَلَيْنَا

===

قلت: أجاب عنه الطيبي بما محصله: نحن نتبع لفظ الرسول بعينه الذي كان علمه الصحابة، ولا نبحث عن العلل والحكم، بل هو تعبدي، قاله الحافظ في "الفتح".

قال: وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود ما يقتضي المغايرة بين زمانه صلى الله عليه وسلم، فيقال بلفظ الخطاب، وأما بعده .. فيقال بلفظ الغيبة، ففي الاستئذان من صحيح البخاري من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد، قال: (وهو بين أظهرنا، فلما قبض .. قلنا: السلام؛ يعني: على النبي)، كذا وقع في "البخاري"، وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" والسراج والجوزقي، وأبو نعيم الأصبها ني، والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ: (فلما قبض .. قلنا: السلام على النبي)، بحذف لفظ (يعني)، وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم، قال: وقد وجدت له متابعًا قويًا، قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: (أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات .. قالوا: السلام على النبي)، وهذا إسناد صحيح. انتهى من "تحفة الأحوذي".

(السلام علينا) معاشر الحاضرين من المصلي والإمام والمأمومين والملائكة؛ يعني: من مؤمني إنس وجن وملائكة الذين حضروا معنا في هذا المصلى، واستدل بهذا على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء، وفي "الترمذي" مصححًا عن أبي بن كعب: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدًا فدعا له .. بدأ بنفسه)، وأصله في "صحيح مسلم"، ومنه قول نوح وإبراهيم عليهما السلام، كما في التنزيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>