للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

على الله محالًا؛ لأنه صفة من ينقطع استماعه بكثرة التوجه وقِلته، وسماعه تعالى لا ينقطع، قالوا: هو كناية عن تقريب القارئ وإجزال ثوابه، هذا التأويل طريقة الخلف، وطريقة السلف وهي الأسلم الأعلم: معنى استماع الله لعبده هي صفة ثابتة له تعالى نثبتها ونعتقدها، لا نمثِّلُها ولا نُكيفها ولا نعطلها ولا نؤولها، أثرها الرضا عنه وإثابته له.

وجملة قوله: (يجهر به) حال من المحذوف المعلوم من المقام، كأنه قيل: يقرأ يجهر به، ويحتمل أنها نعت؛ بناء على أن الرجل في معنى النكرة إذا لم يقصد به رجل معين، قوله: (القينة) -بفتح القاف وسكون الياء التحتانية بعدها نون مفتوحة- قال في "الصحاح": هي الجارية مغنية كانت أو غير مغنية، وبعض الناس يظن أن القينة هي المغنية خاصة، وليس هو كذلك.

قلت: والحديث يساعد ظنهم، ففيه نوع تأييد لهم، فليتأمل. انتهى منه بتصرف.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه" في كتاب الجنائز، باب قراءة القرآن عن عبد الله بن محمد بن سالم، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الأوزاعي به، ورواه البيهقي في "الكبرى" في كتاب الشهادات، باب تحسين الصوت بالقرآن والذكر من طريق محمد بن عقبة بن كثير عن الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي ... فذكره، ورواه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح على شرط الشيخين، والحاكم أيضًا في كتاب فضائل القرآن عن فضالة بن عبيد الأنصاري، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه الطبراني، والبخاري في "تاريخه الكبير".

<<  <  ج: ص:  >  >>