نزلت فيه، والولدُ شَابَهَهُ، وهذا الحديث يدل على أنَّ هلالًا هو الملاعِنُ، والآية نزلَتْ فيه، والولدُ شابَهَه.
ويجاب: بأن النووي قال: اختلفوا في نزول آية اللعان؛ هل هو بسبب عويمر أم بسبب هلال؟ وقال الأكثرون: إنما نزلت في هلال، وأما قوله صلى الله عليه وسلم لعويمر:"إن الله قد أنزل فيك وفي صاحبتك" .. فقالوا: معناه: الإشارة إلى ما نزل في قصة هلال؛ لأن ذلك حكم عام لجميع الناس.
ويحتمل: أنها نزلت فيهما جميعًا، فلعلهما سألا في وقتين متقاربين، فنزلت الآية فيهما، وسبق هلال باللعان. انتهى، كذا في "القسطلاني". انتهى من "العون".
قال الحافظ: قد اختلف الأئمة في هذا الموضع: فمنهم مَنْ رجَّح أنها نزلت في شأن عويمر، ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جَمَع بينهما؛ بأن أول من وقع له السؤال .. هلال، وصادف مجيء عويمر أيضًا، فنزلت في شأنهما معًا في وقت واحد، وقد جنح النووي إلى هذا، وسبقه الخطيب، فقال: لعلهما اتفق كونهما جاءا في وقت واحد، ولا مانع من أن تتعدد القصصُ ويتحد النزولُ.
ويحتمل أن النزول سبق بسبب هلال، فلما جاء عويمر، ولم يكن علم بما وقع لهلال .. أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم، ولهذا قال في قصة هلال:(فنزل جبريل)، وفي قصة عويمر:(قد أنزل فيك)، فيؤول قوله:"قد أنزل الله فيك" أي: وفيمن كان مثلك، وبهذا أجاب ابن الصباغ في "الشامل"، وجنح القرطبي إلى تجويز نزول الآية مرتين، قال: وهذه الاحتمالات وإن