للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

من مشكل، ونحن نؤمن بالله تعالى وصفاته ولا نشبه شيئًا به ولا نشبهه بشيء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١) وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه .. فهو حق وصدق، فما أدركنا علمه .. فبفضل الله تعالى، وما خفي علينا .. آمنا به ووكلنا علمه إليه تعالى. انتهى "نووى".

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: مسلم؛ أخرجه في كتاب صفات المنافقين، باب صفة القيامة والجنة والنار.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

قال السندي: والحق في هذا الحديث، وكذا فيما قبله وما بعده .. ما ذكره المحققون، قال البغوي في "شرح السنة": كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى؛ كالنفس والوجه والعين والإصبع واليد والرجل والإتيان والمجيء والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والضحك والفرح .. فهذه ونظائرها صفات الله تعالى عز وجل، ورد بها السمع، فيجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها، معرضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن التشبيه معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا تشبه صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة تلقوها جميعًا بالقبول وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله تعالى؛ كما أخبر سبحانه عن الراسخين في العلم، فقال عز وجل: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (٢) قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه في


(١) سورة الشورى: (١١).
(٢) سورة آل عمران: (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>