للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

مرضه صلى الله عليه وسلم الذي مات به؛ فقد رقته عائشة رضي الله تعالى عنها في مرض موته، ومسحته بيدها ويده الشريفة وهو مقر لذلك، غير منكر لشيء مما هنالك، رواه البخاري (٥٧٥١).

قول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (باسم الله أرقيك) فيه جواز الرقية - بضم الراء وسكون القاف - يقال: رقى - بالفتح - في الماضي، يرقي - بالكسر - في المضارع؛ من باب رمى، رقية؛ وهو العلاج بالقراءة عليه.

ويقال: رقيت فلانًا - بفتح القاف - أرقيه - بكسرها - وهو بمعنى التعويذ والاسترقاء: طلب الرقية.

وأما رقي يرقى رقيًا، من باب رضي .. فهو بمعنى الارتقاء والصعود إلى العلو؛ كما سيأتي البسط فيه لاحقًا.

قال الحافظ: في "الفتح " (١٠/ ١٩٥): أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:

١ - أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه أو بصفاته.

٢ - وباللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره.

٣ - وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بذات الله تعالى. انتهى منه.

قال النووي: قوله: (رقاه جبرائيل) استقر الشرع على الإذن في الرقية بآيات القرآن، وبالأذكار المعروفة، فلا نهي فيها، بل هي سنة؛ كما تفاد من هذه الأحاديث.

وأما ما ورد في الحديث في الذين يدخلون الجنة بغير حساب: "لا يرقون ولا يسترقون" .. فمحمول على الرقية من كلام الكفار، والألفاظ المجهولة المعاني؛ لأنه يخاف من كونها كفرًا، أو قريبًا منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>