للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومَنْ رَوَى بالفاء والتاء فمعناه: صيَّرْنَهُ مفتونًا، قال الشاعرُ (١):

لئنْ فَتَنْتَني لهي بالأمسِ أَفْتَنَتْ ... سعيدًا فأمسى قَدْ قَلَى كلَّ مُسلِمِ

وإنَّما أنكر روايةَ الفاء واللام وجعلها تصحيفًا، لأنَّه لم يعرفْ معناها.

* * *

وقوله (٢): (ويقولون: قَرَيْتُ الكتابَ، والصوابُ: قرأتُ، بالهمز. وسمع أبو عمرو الشِّيباني أبا زيدٍ يقول: من العرب مَنْ يقول: قَرَيْتُ، في معنى: قرأت، فقال له أبو عمرو: فكيفَ يقول (٣) في المستقبل؟ فسَكت أبو زيدٍ ولم يردّ جوابًا، لأنَّه لو قال: يقرا، لجاءَ من هذا: فَعَل يفعَل، بفتح العين في الماضي والمستقبل، وليس عينُه و [لا] (٤) لامه حرفَ حلق، ولم يجئ كذلك باتفاقٍ منهم إلَّا أبَى يأبَى وحده).

[قال الرادّ: قد حَكَى الأخفش ما يقوِّي قول أبي زيدٍ ويشهد له، ذكر أنَّ من العرب من يترك الهمز في كلِّ ما يهمز، إلَّا أنْ تكون الهمزة مبدوءًا بها.


(١) أعشى همدان، ديوانه ١٦٢.
(٢) تثقيف اللسان ٧٧.
(٣) ب: تقول.
(٤) من تثقيف اللسان والخصائص ١/ ٣٧٥.

<<  <   >  >>