"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: " ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".
٣- روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن عثمان بن أبي العاص قال: "كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال: "أتاني جبرائيل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} إلى آخرها".
٤- روى البخاري عن عبد الله بن الزبير قال:"قلت لعثمان بن عفان: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} نسختها الآية الأخرى فَلِمَ تكتبها أو تدعها - والمعنى لماذا تكتبها؟ أو قال: "لماذا تتركها مكتوبة مع أنها منسوخة؟ قال: يا ابن أخي لا أغيّر شيئا منه من مكانه".
فقوله: "لا أغير شيئا من مكانه" يدل على أن وضع كل آية في مكانها أمر توقيفي لا مدخل للرأي فيه لذلك لا يجوز تحويل شيء منه عن مكانه.
٥ـ روى الشيخان وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"، وروى مسلم عن أبي الدرداء مرفوعا: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال".
وروى مسلم عن عمر قال: "ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة حتى طعن بأصبعه في صدري تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء".
فلولا أنه كان قد وقفهم على ترتيب من قبل لما اعتمد في إرشادهم إلى الآيات المتقدمة على وصفها بأنها أول سورة كذا، أو آخر سورة كذا، إذ كيف تتميز لهم عن غيرها بوصف يكون مجهولا لهم؟
٦- ما ثبت من قراءته صلى الله عليه وسلم لسور كثيرة بمشهد من الصحابة ففي حديث حذيفة الذي رواه مسلم أنه قرأ في صلاته ذات ليلة البقرة وآل عمران والنساء وفي صحيح البخاري أنه قرأ الأعراف في سورة المغرب. وروى الشيخان أنه كان يقرأ في صبح الجمعة بـ (الم تنزيل) و (هل أتى على الإنسان) وفي صحيح مسلم أنه كان يقرأ (ق في الخطبة، وعند مسلم أنه كان يقرأ في العيد بـ (ق) و (اقتربت)