للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومًا، أو أربعين سنة، أو أربعين ليلة، أو أربعين شهرًا - "فيبعثُ اللَّهُ عزّ وجلّ عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفيّ، فيظهر، فيطلبه فيُهلكه، ثم يلبث النّاس بعده سنين سبعًا، ليس بين اثنين عداوة، ثم يُرسل اللَّه ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى أحد في قلبه مثقالُ ذَرَّة من إيمان إلّا قَبَضَتْه، حتى لو أنّ أحدَهم كان في كبد جبلٍ لدخلتْ عليه، ويبقى شرارُ النّاس في خِفة الطير وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم، حسنٌ عيشُهم، ثم يُنفخُ في الصور، فلا يسمعُه أحدٌ إلّا أصغى له، وأوّل من يسمعه رجلٌ يلوطُ حوضه (١)، فيَصْعَقُ، ثم لا يبقى أحد إلّا صَعِق، ثم يرسل اللَّه مطرًا كأنه الطَّلُّ فتنبت منه أجساد النّاس، ثم يُنفخ فيه أُخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يُقال: يا أيُّها النّاس، هَلُمُّوا إلى ربّكم، وقِفوهم إنهم مسؤولون. ثم يقال: أَخْرِجوا بَعْثَ النّار، فيقال كم؟ فيقال: من كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فيومئذٍ يُبعث الولدانُ شيبًا، ويومئذٍ يُكشف عن ساق".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(٣٧٠٠) الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق قال: حدّثنا عوف عن ميمون بن أَستاذ الهِزّاني:

عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: "من لَبِسَ الذَّهبَ من أُمّتي فمات وهو يَلْبَسُه لَمْ يَلْبَس من ذهب الجنّة. ومن لَبِسَ الحريرَ من أمّتي فمات وهو يَلْبَسُه حرّمَ اللَّهُ عليه حريرَ الجنّة" (٣).

(٣٧٠١) الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي سنان عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

كان النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يتعوَّذُ من: علمٍ لا يَنْفَع، ودُعاءٍ لا يُسْمَع، وقلبٍ لا يَخشع، ونفسٍ لا تَشبع (٤).


(١) أي: يطيّنه ويصلحه.
(٢) المسند ١١/ ١١٣ (٦٥٥٥)، ومسلم ٤/ ٢٢٥٨ - ٢٢٦٠ (٢٩٤٠).
(٣) المسند ١١/ ٥٣٩ (٦٩٤٧). رجاله رجال الصحيح عدا ميمون بن أستاذ، وُثّق. وينظر تعليق محقّقي المسند ١١/ ١١٦.
(٤) المسند ١١/ ١١٧ (٦٥٥٧)، وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي ٨/ ٢٥٤، وصحّحه الألباني.
وأخرج الحديث مسلم عن زيد بن أرقم - الجمع ١/ ٥١٤ (٨٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>