للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الأفعال المشتقة من المراودة ففي "يوسف": {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} ، {تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} ١، وهو متعدد فيها ووقع في سورة: "القمر" أيضًا.

وأما البنيان ففي "التوبة": {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِم} ٢، وهو متعدد معرفا كما مثل ومنكرا نحو: {ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} ٣، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف: "رواسي"، وأفعال الاستئذان المراودة والبنيان حيث وقعت.

ثم قال:

وذكرالداني وزن فعلان ... بألف ثابته كالعدوان

لما ذكر الناظم في هذه الترجمة، وفي التراجم التي قبلها ألفاظا على وزن فعلان بالحذف لأبي داود كالبنيان، أراد يبين حكم هذا الوزن لأبي عمرو الداني، فأخبر عنه بإثبات ألف كل لفظ في القرآن على وزن فعلان يعني مما لم يتقدم له حذفه: كالعدوان، ومثله: "كفران"، و"خسران" و"طغيان" و"قربان"، وسيذكر الناظم في ترجمة الحذف الأخيرة ثبت وزنين آخيرين لأبي عمرو أيضا، وهما: وزن فعال ووزن "فاعل"، ولم ينبه هنا على استثناء ما تقدم حذفه من الألفاظ التي على وزن فعلان، كما فعل آخر ترجمة الحذف الأخيرة إذ يقول: "ووزن فعال وفاعل ثبت"، البيت والمتقدم من ذلك: "سلطان"، "سبحان" "قرآن" على تفضيل فيهما واختلاف، وذلك لعدم الاحتياج إلى الاستثناء؛ لأن هذا ضابط عام والمتقدم نص خاص، ولا معارضة بين عام وخاص.

واعلم أن أبا عمرو نص على إثبات الألف في ستة أوزان: الثلاثة المتقدمة، وفعلان بكسر الفاء، وفعال بفتحها، وفعال بكسرها مع فتح العين المخففة فيهما وأمثلتها: "قنوان"، و: "رضوان" و: "ثواب"، و"عذاب" و: "بيان" و: "حساب"،


١ سورة يوسف: ١٢/ ٢٣و ٣٠.
٢ سورة التوبة: ٩/ ١٠٩، ١١٠.
٣ سورة الكهف: ١٨/ ٢١.

<<  <   >  >>