للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنالَ فَكُلُّ جوادٍ بَخِيلٌ ... وَقالَ فَكُلُّ بَلِيغٍ بلِيدُ

كَأَنَّكَ مِنْ سَيْبِهِ تَسْتَمِيحَ ... مَتى جِئْتَ مِنْ عِلْمِهِ تَسْتَفِيدُ

كِلا الزّاخِرَيْنِ كَفيلاكَ أَنْ ... تَفِيضَ سُيُولٌ وَتَطْمُو مُدُودُ

لَهُ فِقَرٌ لَوْ تَجَسَّدْنَ لَمْ ... يُفَضَّلْنَ إِلاّ بِهِنَّ الْعُقُودُ

فَيُظْلَمْنَ إِنْ قِيلَ نَورٌ نَضِيرٌ ... وَيُبْخَسْنَ إِنْ قِيلَ دُرٌّ نَضِيدُ

وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ تَعْدُنِي ... نَفائِسُ بِيضٌ مِنَ الْغُرِّغِيدُ

لَيَحْسُنُ بِي فِي هَواكَ الْغُلُوُّ ... وَيَقْبُحُ بِي عَنْ نَداكَ الْعُقُودُ

مَضى الأَكْرَمُونَ فَأَمْسى يُشِيدُ ... بِذِكْرِ مَناقِبِهِمْ مَنْ يُشِيدُ

كأَنْ لَمْ يَبِينُوا بِما خَلَّدُوا ... وَلَيْسَ الْمَحامِدَ إِلاّ الْخُلُودُ

مَناقِبُ تَشْرُدُ ما لَمْ يَكُنْ ... لَها مِنْ نِظام الْقَوافِي قُيُودُ

وَما زالَ يُحْفَظُ مِنْها الْمُضاعُ ... لَدَيْكَ وَيُجْمَعُ مِنْها الْبَدِيدُ

فِداءُ عَطائِكَ ذاكَ الْجَزِيلِ ... يا حَمْزَ شُكْرِيَ هذا الزَّهِيدُ

وُجِدْتَ فَكُنْتَ حَياً لا يُغِبُّ ... سَقى الْكَوْنَ رِيّاً وَجِيدَ الْوُجُودُ

بَلَغْتَ مِنَ الْفَضْلِ أَقْصى مَداهُ ... فَما يَسْتَزِيدُ لَكَ الْمُسْتَزِيدُ

<<  <   >  >>