للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر الميانشيّ عن عبد الله بن عمرو رفعه، قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة.

قال الحافظ: رفع هذا لا يثبت، وقد أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" بسند جيّد عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، وقد ورد عنه ما يعارضه، فأخرج أحمد، ونعيم بن حماد من وجه آخر، عن عبد الله بن عمرو، رفعه: "الآيات خَرَزَات منظومات في سلك، إذا انقطع السلك تَبعَ بعضها بعضًا"، وأخرج الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو، رفعه: "إذا طلع الشمس من مغربها خَرَّ إبليس ساجدًا، ينادي: إلهي مُرْني أن أسجد لمن شئت … " الحديث، وأخرج نعيم نحوه، عن أبي هريرة، والحسن، وقتادة، بأسانيد مختلفة.

وعند ابن عساكر، من حديث حُذيفةَ بنِ أَسِيد الغفاريّ، رفعه: "بين يدي الساعة عشر آيات، كالنّظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت"، وعن أبي العالية: "بين أول الآيات وآخرها ستة أشهر، يتتابعن كتتابع الخَرَزات في النظام".

ويمكن الجواب عن حديث عبد الله بن عمرو بأن المدّة، ولو كانت كما قال: عشرين ومائة سنة، لكنها تَمُرّ مرورًا سريعًا كمقدار مرور عشرين ومائة شهر من قبل ذلك، أو دون ذلك، كما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة، رفعه: "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر … " الحديث، وفيه: "واليوم كاحتراق السَّعَفَة".

وأما حديث عمران، فلا أصل له، وقد سبقه إلى هذا الاحتمال البيهقيّ في "البعث والنشور"، فقال في "باب خروج يأجوج ومأجوج": (فصل) ذَكَرَ الحَلِيميّ أن أول الآيات الدجال، ثم نزول عيسى؛ لأن طلوع الشمس من


= اليهود، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّ رجل عبد الله فيكم؟ " قالوا: خيرنا، وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا، قال: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ " فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: شرُّنا، وابن شرِّنا، وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنتُ أخاف يا رسول الله.