للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طريق خالد بن الحارث، عن سعيد قال: "ثلاثمائة" بالجزم بدون قوله: "زُهاء"، قاله في "الفتح".

وقال النوويّ: أما "زُهاء" فبضم الزاي وبالمدّ؛ أي: قدر ثلاثمائة، ويقال أيضًا: "لُهَاء" باللام؛ أي: بدل الزاي، وقال في هذه الرواية: "ثلاثمائة"، وفي الرواية التي قبلها: "ما بين الستين إلى الثمانين"، قال العلماء: هما قضيتان، جرتا في وقتين، ورواهما جميعًا أنس -رضي الله عنه-.

وأما قوله: "الثلاثمائة" فهكذا هو في جميع النسخ: "الثلاثمائة"، وهو صحيح، وسبق شرحه في "كتاب الايمان" في حديث حذيفة -رضي الله عنه-: "اكتبوا لي كم يلفِظ الإسلام؟ ". انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه في الحديث الماضى، ولله الحمد والمنّة.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّل الكتاب قال:

[٥٩٢٩] (. . .) - (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ بِالزَّوْرَاءِ، فَأُتِيَ بِإِنَاءِ مَاءٍ، لَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ، أَوْ قَدْرَ مَا يُوَارِي أَصَابِعَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ هِشَامٍ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى) أبو موسى العَنَزيّ، تقدّم قريبًا.

٢ - (مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) المعروف بغُندر، تقدّم أيضًا قريبًا.

٣ - (سَعِيدُ) بن أبي عَرُوبة مِهْران اليشكريّ مولاهم، أبو النضر البصريّ، ثقةٌ حافظٌ، له تصانيف، كثير التدليس، واختَلَطَ، وكان من أثبت الناس في قتادة [٦] (ت ٦ أو ١٥٧) (ع) تقدم في "الإيمان" ٦/ ١٢٧.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (لَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ)؛ أي: لا يسترها، يقال: غَمَرتُهُ أَغْمُرُهُ، مثلُ: سَتَرته أستُرُهُ وزنًا ومعنًى (٢).


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ٣٩ - ٤٠.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٣.