للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النسائيّ" في "كتاب الجنائز" (٦١/ ١٩٥٣) (١)، ورجّحت هناك ما ذهب إليه القائلون بمشروعيّة الصلاة على الشهيد؛ لوضوح أدلّته، ثم هو على الجواز لا على الوجوب؛ لثبوت عدم صلاته -صلى الله عليه وسلم- على قتلى أُحد يوم موتهم، فدلّ على الجواز، ولذا قال الإمام أحمد -رحمه الله-: الصلاة عليه أجْوَد، وإن لم يصلّوا عليه أجزأ، وقال ابن حزم -رحمه الله-: إن صُلّي على الشهيد فحسنٌ، وإن لم يُصلّ عليه فحسن، والله تعالى أعلم.

٣ - (ومنها): بيان فضل هذه الأمة، حيث كان نبيّها -صلى الله عليه وسلم- فَرَطًا لها، يتقدّمها، وينتظرها على حوضه الشريف، لتشرب من يده الكريمة، فلها البشرى العظيمة.

٤ - (ومنها): ما قاله وليّ الدين العراقيّ -رحمه الله-: في هذا الحديث معجزات للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإن معناه الإخبارُ بأن أمته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك، وأنها لا ترتدّ جملة، وقد عصمهم الله تعالى من ذلك، وأنها تتنافس في الدنيا، وتقتتل عليها، وقد وقع ذلك -عصمنا الله تعالى منه آمين- (٢). وقال في "الفتح": في هذا الحديث معجزات للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك أورده البخاريّ في "علامات النبوة"، والله تعالى أعلم.

قال ابن بطال: فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فُتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشرّ فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها ولا ينافس غيره فيها. ويستدل به على أن الفقر أفضل من الغنى؛ لأن فتنة الدنيا مقرونة بالغنى، والغنى مظنة الوقوع في الفتنة، التي قد تجر إلى هلاك النفس غالبًا، والفقير آمن من ذلك.

٥ - (ومنها): ما قاله في "العمدة": وفيه معجزة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث نظر إلى حوضه وهو في الدنيا، وأخبر عنه، وفيه معجزة أخرى أنه أعطي مفاتيح خزائن الأرض، ومَلَكَتْها أمّته بعده، وأن أمته لا يُخاف عليهم من الشرك، وإنما يُخاف عليهم من التنافس، ويقع منهم التحاسد، والتباخل. انتهى (٣).


(١) راجع: "ذخيرة العقبى على المجتبى" ١٩/ ٢٠٧ - ٢١٣.
(٢) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٤/ ٣١٠.
(٣) "عمدة القاري" ٨/ ١٥٧.