وقوله: "فإني لمن أكثر الأنصار مالًا"، زاد أحمد في رواية ابن أبي عديّ: "وذَكر أنه لا يملك ذهبًا ولا فضةً، غير خاتمه"؛ يعني: أن ماله كان من غير النقدين، وفي رواية ثابت عند أحمد: "قال أنس: وما أصبح رجل من الأنصار أكثر مني مالًا، قال: يا ثابت، وما أملك صفراء، ولا بيضاء، إلا خاتمي".
وللترمذيّ من طريق أبي خَلْدة: قال أبو العالية: "كان لأنس بستان يَحمل في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك"، ولأبي نعيم في "الحلية" من طريق حفصة بنت سيرين، عن أنس قال: وأن أرضي لتثمر في السنة مرتين، وما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها.
وقوله: "مَقْدَم الحجاج البصرة" بالنصب على نزع الخافض؛ أي: من أول ما مات لي من الأولاد إلى أن قَدِمها الحجاج، ووقع ذلك صريحًا في رواية ابن أبي عديّ، ولفظه: وذَكَر أن ابنته الكبرى أُمينة أخبرته أنه دُفن لصلبه إلى مقدم الحجاج، وكان قدوم الحجاج البصرة سنة خمس وسبعين، وعُمُر أنس حينئذ نيف وثمانون سنةً، وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث، ويقال: اثنتين، ويقال: إحدى وتسعين، وقد قارب المائة.
وقوله: "بضع وعشرون ومائة" في رواية ابن أبي عديّ: "نَيِّفٌ على عشرين ومائة"، وفي رواية الأنصاريّ، عن حميد عند البيهقيّ في "الدلائل": "تسع وعشرون ومائة"، وهو عند الخطيب في "رواية الآباء عن الأبناء" من هذا الوجه بلفظ: "ثلاث وعشرون ومائة"، وفي رواية حفصة بنت سيرين: "ولقد دفنت من صلبي سوى وَلَدِ وَلَدِي خمسة وعشرين ومائة"، وفي "الحلية" أيضًا من طريق عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس: "قال: دَفنت مائة لا سِقْطًا، ولا وَلَد وَلَد".
قال الحافظ رحمه الله: ولعل هذا الاختلاف سبب العدول إلى البضع