للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال المجد رَحِمَهُ اللهُ: "السَّبْطُ"، ويُحرَّك، وكَكَتِفٍ: نقيض الجَعْد، وقد سَبُطَ، كَكَرُمَ، وفَرِحَ، سَبْطًا، وسُبُوطًا، وسُبُوطَةً، وسَبَاطَةً. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ: سَبِطَ الشعرُ سَبَطًا، من باب تَعِبَ، فهو سَبِطٌ بكسر الباء، وربّما قيل: سَبَط بالفتح وَصْفٌ بالمصدر: إذا كان مُسْتَرْسِلًا، وسَبُطَ سُبُوطَةً، فهو سَبْطٌ، مثلُ سَهُلَ سُهُولةً، فهو سَهْلٌ لغة فيه. انتهى (٢).

وقوله: (وَأُرِيَ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هو بضم الهمزة، وكسر الراء، و"مالكًا" بالنصب، ومعناه: أُري النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مالكًا، وقد ثبت في "صحيح البخاريّ" في هذا الحديث: "ورأيت مالكًا"، ووقع في أكثر الأصول: "مالكٌ" بالرفع، وهذا قد يُنْكَر، ويقال: هذا لحنٌ، لا يجوز في العربية، ولكن عنه جواب حَسَنٌ، وهو أن لفظة "مالك" منصوبة، ولكن أُسقطت الألف في الكتابة، وهذا يفعله المحدثون كثيرًا، فيكتبون "سمعتُ أَنَسً" بغير ألف، ويقرأونه بالنصب، وكذلك "مالكً" كتبوه بغير ألف، ويقرأونه بالنصب، فهذا - إن شاء الله تعالى - من أحسن ما يقال فيه، وفيه فوائدُ، يُتَنَبَّهُ بها على غيره. انتهى (٣)، وهو بحثٌ مفيدٌ، والله تعالى أعلم.

وقوله: ({فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: ٢٣]) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هذا الاستشهاد بقوله تعالى: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ} هو من استدلال بعض الرواة. انتهى.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الذي يظهر لي أنه من كلام ابن عبّاس - رضي الله عنه -، ويحتمل أن يكون مرفوعًا، وعليه يكون في قوله: "وأُري مالكًا … إلخ" التفات، فتأمل، والله تعالى أعلم.

وقوله: (قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ يُفَسِّرُهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ لَقِيَ مُوسَى عليه السلام) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: وأما تفسير قتادة فقد وافقه عليه جماعة منهم: مجاهد، والكلبيّ، والسديّ، وعلى مذهبهم معناه: فلا تكن في شكّ من لقائك موسى عليه السلام، وذهب كثيرون من المحققين من المفسرين، وأصحاب المعاني إلى أن معناها:


(١) "القاموس المحيط" ٦٠٢.
(٢) "المصباح المنبر" ١/ ٢٦٣ - ٢٦٤.
(٣) "شرح النوويّ" ٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨.