أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان"[٨٤/ ٤٥٠ و ٤٥١](١٧٨)، و (الترمذيّ) في "التفسير"(٣٢٨٢)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده"(٤٧٤)، و (ابن خزيمة) في "التوحيد"(ص ٢٠٥ و ٢٠٧)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٨)، و (ابن منده) في "الإيمان"(٧٧٠ و ٧٧١ و ٧٧٢ و ٧٧٣ و ٧٧٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٣٨٣ و ٣٨٤)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه"(٤٤٦ و ٤٤٧).
(المسألة الثالثة): ذكر المازريّ - رَحِمَهُ اللهُ - أنه رُوي:"نُورانيّ" - بفتح الراء، وكسر النون، وتشديد الياء - قال: ويَحْتَمِل أن يكون معناه راجعًا إلى ما قلناه: أي خالق النور المانع لي من رؤيته، فيكون من صفات الأفعال، قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: هذه الرواية لَمْ تقع إلينا، ولا رأيتها في شيء من الأصول إلَّا ما حكاه أبو عبد الله المازريّ، ومن المستحيل أن تكون ذات الله تعالى نورًا؛ إذ النور من جملة الأجسام والله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - يَجِلّ عن الاتّصاف بذلك، هذا مذهب جميع أئمة المسلمين، خلافًا لبعض المجسّمة، كهشام الْجَوَاليقيّ، ومن تبعه ممن قال: نورٌ لا كالأنوار، ومعنى قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النور: ٣٥]، وما جاء في الأحاديث من تسميته - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بالنور: معناه: ذو نورهما، وخالقه، وقيل: هادي أهل السموات والأرض، وقيل: مُنَوِّر قلوب عباده المؤمنين، وقيل: معناه ذو البهجة والجمال، وهذا يرجع إلى المعنى الأول، أي مالكهما وربّهما، أو لنفي النقائص والْغِيَرِ والْحَوَادث. انتهى كلام القاضي (١).
قال الجامع عفا الله عنه: هكذا قرّر القاضي عياض تبعًا للمازريّ، ونقله النوويّ، وسكت عليه في شرح هذا الحديث على هذا الوجه، وفيه نظر من وجهين:
(أحدهما): أن رواية "نورانيّ" لَمْ تثبت أصلًا، كما يفيده كلام عياض، بل هي مصحّفة، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيميّة - رَحِمَهُ اللهُ -، فقد قال العلامة شمس الدين ابن القيّم - رَحِمَهُ اللهُ -: سمعت شيخ الإسلام ابن تيميّة يقول في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نُورٌ