للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ، ألا) هي هنا أداة تحضيض، كما في قوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣)} [التوبة: ١٣]، والتحضيض: هو طلب الشيء بحثّ وإزعاج، وأما الْعَرض، فهو طلبه بلين ورفق (١). (تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ) بالبناء للمفعول (إِلَى النَّار، كَأنَّهَا سَرَابٌ) - بفتح السين المهملة، وتخفيف الراء -: قال المجد: هو ما تراه نصف النهار، كأنه ماء. انتهى (٢).

وقال النوويّ: "السَّرَابُ": هو الذي يتراءى للناس في الأرض القفر، والقاع المستوي وسط النهار في الحر الشديد، لامعًا مثل الماء، يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فالكفار يأتون جهنم - أعاذنا الله الكريم، وسائر المسلمين منها، ومن كل مكروه - وهم عِطاشٌ، فيحسبونها ماءً، فيتساقطون فيها. انتهى (٣).

وقال ابن منظور: السّرَابُ: الآلُ، وقيل: السرَابُ: الذي يكون نصف النهار لاطئًا بالأرض، لاصقًا بها، كأنه ماءٌ جارٍ، والآلُ: الذي يكون بالضحى، يَرفع الشُّخُوصَ، وَيزهاها كالملا بين السماء والأرض، وقال ابن السّكّيت: السرابُ: الذي يجري على وجه الأرض كأنه الماء، وهو يكون نصف النهار، وقال الأصمعيّ: الآل والسراب واحدٌ، وخالفه غيره، فقال: الآل من الضحى إلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إلى صلاة العصر، واحتجّوا بأن الآل يرفَعُ كلَّ شيء حتى يصير آلًا: أي شَخْصًا، وأن السراب يَخفِض كلّ شيء حتى يصير لازقًا بالأرض، لا شخص له، وقال يونس: تقول العرب: الآل من غُدْوة إلى ارتفاع الضحى الأعلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليوم، وقال أبو الهيثم: سُمّي السراب سَرَابًا؛ لأنه يَسْرِبُ سُرُوبًا: أي يجري جَرْيًا. انتهى (٤).

(يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا) بكسر الطاء، يقال: حَطِمَ الشيءُ حَطَمًا، من باب


(١) راجع: "مغني اللبيب" ١/ ٦٩ - ٧٠.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٩٠.
(٣) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٦.
(٤) "لسان العرب" ١/ ٤٦٥.