للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"التوحيد" فقط. انتهى كلام الحافظ (١).

(ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ) قال النوويّ: هكذا ضبطناه "صورته" بالهاء في آخرها، ووقع في أكثر الأصول، أو كثير منها في "صورة" بغير هاء، وكذا هو في "الجمع بين الصحيحين" للحميديّ، والأول أظهر، وهو الموجود في "الجمع بين الصحيحين" للحافظ عبد الحقّ، ومعناه: وقد أزال المانع لهم من رؤيته، وتجلى لهم. انتهى (٢).

(فَقَالَ: أنا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أنتَ رَبُّنَا، ثُمَّ يُضْرَبُ) أي يُجعَلُ ويُمَدّ (الْجِسْرُ) بفتح الجيم وكسرها، لغتان مشهورتان، وهو الصراط (عَلَى جَهَنَّمَ) أي على متنها وظهرها (وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ) بكسر الحاء، وقيل: بضمّها، ومعناها: أنها تَقَعُ، ويؤذن فيها (ويَقُولُونَ) أي الرسل؛ لأنه لا يتكلّم في ذلك الوقت غيرهم، كما سبق قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يتكلّم يومئذ إلا الرسل" (اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ) أي سلّمنا، وسلّم أممنا من ضرر الصراط، وتكراره مرتين المراد به الكثرة، أو باعتبار كلّ واحد من أهل الشفاعة، أو للإلحاح في الدعاء كما هو من آدابه (٣). (قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: دَحْضٌ) بفتح الدال، وسكون الحاء المهملة، وتنوينه، هو من دَحَضَ بمعنى: زَلّ، ومنه: دَحَضَت الشمس: أي مالت، وحُجَّة داحضةٌ: أي لا ثَبَات لها، ووقع في "صحيح البخاريّ" في رواية أبي ذر عن الكشميهنيّ: "الدَّحْضُ: الزَّلَقُ {لِيُدْحِضُوا} لِيَزلِقُوا، {زَلَقًا}: لا يثبت فيه قدم". انتهى.

فقوله: (مَزِلَّةٌ) تأكيد لـ"دَحْضٌ"، وهو بفتح الميم، وفتح الزاي، وكسرها، وتشديد اللام، لغتان مشهورتان: هو الموضع الذي تزلّ فيه الأقدام، ولا تستقرّ فيه، ويقال: بالكسر في المكان، وبالفتح في المقال (٤). (فِيهِ خَطَاطِيفُ) بالفتح: جمع خُطّاف، بضم الخاء في المفرد، وقوله: (وَكَلَالِيبُ) بالفتح أيضًا: جمع كَلّوب، وهو بمعنى: الخَطاطيف، وهي الحديدة المعوجّة، يُختطَف بها الشيءُ: أي يُستلَبُ، ويؤخذُ بسرعة (وَحَسَكٌ) - بفتح الحاء والسين المهملتين -:


(١) "الفتح" ١٣/ ٤٣٧ - ٤٣٨.
(٢) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٩.
(٣) راجع: "المرقاة" ٩/ ٥٣٥.
(٤) "فتح" ١٣/ ٤٣٨.