للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هو شَوْكٌ صَلْبٌ من حديد (١)، وقال صاحب "التهذيب" وغيره: "الْحَسَكُ": نبات له ثَمَرٌ خَشِنٌ، يتعلق بأصواف الغنم، ورُبّما اتُّخِذ مثله من حديد، وهو من آلات الحرب. انتهى (٢).

(تَكُونُ بِنَجْدٍ) أي توجد بالبلد المعروف بهذا الاسم، وهو بفتح النون، وسكون الجيم: هو في الأصل ما ارتفع من الأرض، والجمع نُجُود، مثلُ فَلْس وفُلُوس، والمراد هنا البلد المعروف، وهو من ديار العرب مما يلي العراق، وليس من الحجاز، وإن كان من جزيرة العرب، قال في "التهذيب": كلُّ ما وراء الْخَنْدق الذي خَنْدقه كسرى على سواد العراق، فهو نَجْدٌ إلى أن تميل إلى الحرّة، فإذا مِلْتَ إليها، فأنت في الحجاز، وقال الصغانيّ: كلُّ ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد. انتهى (٣).

(فِيهَا شُوَيْكَةٌ) تصغير شوكة (يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ) تقدّم ضبطها ومعناها في الحديث الماضي.

[تنبيه]: وقع في رواية البخاريّ: "وحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ، لها شوكةٌ عُقيفاء، تكون بنجد".

قال في "الفتح": قوله: "مُفَلْطَحَةٌ" بضم الميم، وفتح الفاء، وسكون اللام، بعدها طاء، ثم حاء مهملتان، كذا وقع عند الأكثر، وفي رواية الكشميهنيّ: "مُطَلْفَحَةٌ" بتقديم الطاء، وتأخير الفاء واللام قبلها، ولبعضهم كالأول، لكن بتقديم الحاء على الطاء، والأول هو المعروف في اللغة، وهو الذي فيه اتّساع، وهو عَرِيض، يقال: فَلْطَحَ الْقُرْصَ: بَسَطَهَ، وعَرَضَهُ.

وقوله: "شَوْكَةٌ عَقِيفَةٌ" بالقاف، ثم الفاء، بوزن عَظِيمة، ولبعضهم عُقَيْفَاء بصيغة التصغير ممدود. انتهى.

(فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ) أي على الصراط (كَطَرْفِ الْعَيْنِ) أي مثل إطباق جَفْن العين، قال في "اللسان": الطَّرْفُ: إطباقُ العين على الْجَفْن، طَرَفَ يَطْرِف طَرْفًا: لَحَظَ، قال: والطَّرْف: تحريك الْجُفُون في النظر. انتهى (٤). (وَكَالْبَرْقِ)


(١) "شرح النوويّ" ٣/ ٢٩.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٤٣٨.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٣.
(٤) "لسان العرب" ٩/ ٢١٣.