للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (ومنها): استحباب القيام على شيء عال، أو مرتفع من الأرض؛ لإبلاغ الدعوة إذا كثُر العدد، كما فعل - صلى الله عليه وسلم -، حيث صَعِد على الصفا؛ لأن فيه انتشارَ الصوت مع تمكّن السامعين من مشاهدة المتكلّم، وذلك مما يساعد على استقرار الكلام في النفوس.

٣ - (ومنها): بيان أن الأقرب للرجل من كان يَجمعه هو وجدٌّ أعلى، وكلُّ من اجتمع معه في جدّ دون ذلك كان أقرب إليه.

٤ - (ومنها): مشروعيّة الْهِتَاف بـ "يا صباحاه" ونحوها مما اعتاده الناس لجمعهم، وقد ورد عند الطبريّ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَ أصابعه في أذنه، ورفع صوته.

٥ - (ومنها): وُضوح بيانه - صلى الله عليه وسلم -، وقوّة حجته؛ إذ أخذ إقرارهم أوّلًا على صدقه في مهامّ أمورهم، وأخطرها قبل أن يُخبرهم، ويُنذرهم، فقال لهم: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرُج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدّقيّ؟ ".

٦ - (ومنها): بيان صبره - صلى الله عليه وسلم - على أذى قومه، بل على أذى من هو أقرب الناس إليه، وهو عمه، حيث قال له أبو لهب: "تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟ " بل رُوي: أنه أخذ بيديه حجرًا؛ ليرمي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل قوله: "تَبًّا لك".

٧ - (ومنها): أن السرّ في تخصيص عشيرته - صلى الله عليه وسلم - الأقربين بالإنذار مع عموم رسالته، دفعُ توهّم المحاباة، وأن الاهتمام بشأنهم أهمّ، وأن البداءة تكون بمن يلي، ثم بمن بعده، وهكذا.

وقال في "الفتح": والسرّ في الأمر بإنذار الأقربين أوّلًا أن الحجة إذا قامت عليهم تعدّت إلى غيرهم، وإلا فكانوا علّة للأبعدين في الامتناع، وأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب، من العطف، والرأفة، فَيُحابيهم في الدعوة والتخويف، فلذلك نصّ له على إنذارهم.

٨ - (منها): أن إفراده - صلى الله عليه وسلم - فاطمة، وصفيّة، وعبّاسًا - رضي الله عنهم - في الروايات الآتية؛ لشدّة قرابتهم، وشدّة صلته بهم من بين قراباته، وفاطمة - رضي الله عنها - كانت أصغر أولاده - صلى الله عليه وسلم -، وللصغير زيادة محبّة، فإذا انتفى نفعه لمن يُحب من أقاربه، ومن يَحرص على نفعه انتفى عن غيره من باب أولى.

٩ - (ومنها): ما استنبطه الإمام النسائيّ رحمه الله، وترجمه عليه، فقال: