للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (ومنها): أنه اجتمع فيه ثلاثة صحابيون، روى بعضهم عن بعض، وهم: أنسٌ، ومحمود، وعتبان - رضي الله عنهم -.

٦ - (ومنها): أن رواية أنس عن محمود من رواية الأكابر عن الأصاغر، فإنه أكبر منه سنًّا وعلمًا ومرتبةً رضي الله عنهم أجمعين.

٧ - (ومنها): أن قوله: "حدثني ثابت، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: حدثني محمود بن الربيع، عن عِتْبَانَ بن مالك، قال: قدمت المدينة، فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك"، هذا اللفظ شبيه بما تقدَّم في الباب الماضي من قوله: "عن ابن محيريز، عن الصُّنابحيّ، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -"، وقد قدَّمنا بيانه واضحًا، وتقرير هذا الذي نحن فيه: حدثني محمود بن الربيع، عن عتبان بحديثٍ قال فيه محمود: قَدِمتُ المدينة، فلقيتُ عتبان، وقد قال في الرواية الثانية: عن ثابت، عن أنس، قال: حدثني عتبان بن مالك، وهذا لا يُخالف الأول؛ فإن أنسًا سمعه أوّلًا من محمود، عن عتبان - رضي الله عنهم -، ثم اجتمع أنس بعتبان، فسمعه منه، والله تعالى أعلم.

٨ - (ومنها): أن محمودًا، وعتبان - رضي الله عنهما - من المقلّين من الرواية، فليس لعتبان - رضي الله عنه - إلا هذا الحديث عندهم إلا أبا أبا داود، والترمذيّ (١)، ولا لمحمود - رضي الله عنه - غير هذا الحديث عند الشيخين، والنسائيّ، وابن ماجه، وحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في قراءة الفاتحة في الصلاة عندهم (٢)، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ) بفتح الراء، مكبّرًا (عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ) بكسر العين المهملة، وبعدها تاء مثنّاة من فوقُ ساكنة، ثم باء موحدة، قال النوويّ: وهذا الذي ذكرناه من كسر العين، هو الصحيح المشهور الذي لم يَذْكُر الجمهور سواه، وقال صاحب "المطالع": وقد ضبطناه من طريق ابن سَهْل بالضم أيضًا، انتهى (٣).


(١) راجع: "تحفة الأشراف" ٦/ ٥١٤ - ٥١٦.
(٢) راجع: "تحفة الأشراف" ٨/ ٤١ - ٤٢.
(٣) "شرح مسلم" ١/ ٢٤٢.