(قَالَ) أي محمود (قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ) النبويّة، أي راجعًا من غزوة الروم، كما بُيِّن في رواية أخرى، فإن الحديث مختصرٌ، وقد ساقه النسائيّ رحمه الله تعالى مطوّلًا في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٧٢ فقال:
(١٠٩٤٧) - أخبرنا سُويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - عن معمر، عن الزهريّ، قال: أخبرني محمود بن الربيع، زعم أنه عقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعَقَلَ مَجَّةً مَجَّها من دلو كانت في دارهم، قال: سمعت عِتْبان بن مالك الأنصاريّ، ثم أحدَ بني سالم يقول: كنت أصلي لقومي بني سالم، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: إني قد أنكرت بصري، وإن السيول تَحُول بيني وبين مسجد قومي، فلَوَدِدْتُ أنك جئت، فصليت في بيتي مكانًا أتَّخِذُه مسجدًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْعَلُ - إن شاء الله تعالى -"، فغدا عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر معه، بَعْدَمَا اشتدّ النهارُ، فاستأذن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال:"أين تُحِبُّ أن أصلي من بيتك"، فأشرت له إلى المكان الذي أُحِبّ أن يصلي فيه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وَصَفَفْنا خلفه، ثم سَلَّم، وسَلَّمنا حين يسلم، فحَبَسْنَاه على خَزِيرٍ صُنِع له، فسمع به أهل الدار، فثابوا حتى امتلأ البيت، فقال رجل: أين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل منا: ذاك رجل منافقٌ، لا يحب الله ورسوله، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تقولونه (١) يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله؟ "، قال: أما نحن فَنَرَى وجهه وحديثه إلى المنافقين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا:"ألا تقولونه يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله؟ "، قال: بلى، أُرَى يا رسول الله، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لن يوافي عبدٌ يومَ القيامة، وهو يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله، إلا حَرَّم الله عليه النار".
قال محمود: فحَدَّثتُ قومًا، فيهم أبو أيوب، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوته التي تُوُفّي فيها، مع يزيد بن معاوية، فأَنْكَر ذلك عليَّ، وقال: ما أظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما قلتَ قط، فَكَبُرَ ذلك عليَّ، فجعلت لله عليّ إن سَلَّمني، حتى أَقْفُلَ من غزوتي، أن أسأل عنها عتبان بن مالك إن وجدته حيًّا،